الانترنيت في السودان

طباعة


إبراهيم واقداي
صحفي اقتصادي

10% من عدد السكان في السودان يستخدمون الإنترنيت
السودان يحتل المركز الخامس في الانترنيت عربياً وأفريقياً

أصبح قطاع الإنترنت من القطاعات المهمة في الحياة اليومية، فهو عالم من العوالم الافتراضية المحركة لكثير من وسائل التواصل الاجتماعي، والاقتصادي والثقافي، كما أنه يمثل مجالاً ضخماً للاستثمارات في مجالات التقنية، وصناعة البرمجيات والتطبيقات الهندسية.
وفي السودان تحققت قفزات كبيرة في هذا المجال، حيث التطورات الكبيرة التي شهدتها البلاد في مجالات الاتصالات، فتم تحرير لقطاع الاتصالات في مطلع تسعينات القرن الماضي، فدخلت الاستثمارات في هذا المجال، بعد خروج الدولة وإفساح الفرصة أمام القطاع الخاص السوداني والأجنبي.
بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في السودان أكثر من أربعة ملايين مستخدم ويشكلون حوالي 10% من إجمالي السكان، ويحتل السودان المركز الخامس بين 17 دولة عربية، وقام موقع أريبيان بيزنس بترتيب قائمة الدول العربية الأكثر استخداما للإنترنت حتى تاريخ 30 يونيو 2010.
ويحل السودان خامسا في قائمة الدول الخمس الأوائل في أفريقيا الأكثر استخداما للانترنت بعد مصر والمغرب ونيجيريا وجنوب أفريقيا، وهذا يدل على التطور المتسارع في الوصول للانترنت بالسودان إلى مراحل متقدمة.
وبلغ عدد المشتركين في خدمات الاتصالات حوالي ثمانية عشر مليونا، منتشرين على جميع أنحاء البلاد، في الشركات العاملة وهي زين، سوداني،  أم تي إن، خدمات هاتف جوال، وشركتي ثابت، وكنار وهما يقدمان خدمات الاتصالات الثابتة. ومن الأجسام المهمة التي ترعى هذا المجال في السودان الهيئة القومية للاتصالات، وشركات الاتصالات، ومزودي الخدمة، وجمعية الإنترنت السودانية، وكل هذه الجهات لها أدوار تلعبها، مع وضع الإعتبار
الهيئة القومية للاتصالات:
الهيئة القومية للاتصالات هي الجهة التي تمثل الحكومة في هذا القطاع ومنوط بها الجوانب الرقابية والقانونية، والإشراف على هذا القطاع، وتمثيل السودان في المؤسسات الدولية والإقيليمة المتعلقة بقطاع الاتصالات والإنترنت.
وزير الاتصالات وتقانة المعلومات  د. يحيى عبدالله أكد التزام وزارته بخفض تكلفة الاتصالات والإنترنت وتحسين جودة خدمات المعلومات بالبلاد، وشدد على أهمية توسيع نطاق الاتصالات بالمجتمعات الريفية وتوسيع قطاع الاتصالات بالخدمات وتطبيقات الحكومة الإلكترونية. 
كما أن وزارته تسعى إلى تطوير وإصلاح السياسات التي تنظم قطاع الاتصالات، وإلى أهمية رفع مستوى خدمة الاتصالات والمعلومات وتطبيقاتها بدرجة مقدرة في المناطق الريفية في إطار ما يهدف إليه شعار الاحتفال باليوم العالمي للاتصالات هذا العام بإيجاد حياة أفضل في المجتمعات الريفية بفضل تقانة المعلومات والاتصالات.
شركات الاتصالات:
بدأ قطاع الاتصالات بعد تحريره ودخول القطاع الخاص في مطلع التسعينات، حيث اطلقت الشركة السودانية للاتصالات المحدودة سوداتل نشاطها، وكانت محتكرة لسوق الاتصالات،كما اطلقت سوداتل خدمة الهاتف السيار(موبيتل) في الربع الأخير من نهاية التسعينات،ثم بدأ القطاع يتحرر من الاحتكار، وتم منح رخص في مجال الاتصالات لشركات أخرى مثل سوداني،بعد بيع نصيب سوداتل في موبيتل للكويتيين، إضافة إلى شركات أم تي إن، وشركة كنار، كما تجري عمليات منح الرخصة الرابعة لمشغل جديد.
ولعبت هذه الشركات  دورا كبيرا في وضع البنية التحتية في مجال الإنترنت والاتصالات، وتسابقت في تقديم الخدمات بأقل تكلفة، كما تم تنويع للخدمات،مما أسهم في تطويرها ونشرها،خاصة وسط شريحة الشباب والطلاب.
جمعية الانترنت:
لجمعية الإنترنت أهداف ومشاريع تطمح وتنوي تحقيقها، وهي تتمثل في زيادة الوعي بأهمية الإنترنت واستخداماتها، والاستفادة منها في التطور الاجتماعي والثقافي  والاقتصادي للسودان، والمساهمة فى وضع الأسس والخطط المتعلقة  مع الجهات المختصة لتطوير خدمات الإنترنت في السودان، وتطوير تطبيقات وتقنيات الإنترنت وتفعيلها في المجتمع السوداني، والعمل على توفير المراجع وتشجيع البحوث والدراسات المتعلقة بالشبكات والإنترنت، والمساهمة الفاعلة في تطوير تطبيقات التجارة الإلكترونية مع الجهات ذات الصلة، وتقديم الإستشارات الفنية والمشورة للجهات والمؤسسات المختصة، وإدارة عناوين الإنترنت تحت  نطاق السودان Sudan Top Level Domain  SD بفاعلية والمساهمة فى تطوير صناعة خدمات الانترنت بالسودان.
الوسائل المتبعة:
ولتحقيق هذه الأهداف اتبعت الجمعية وسائل مثل، إقامة السمنارات والمؤتمرات والندوات حول تقنيات الإنترنت، والمشاركة الفاعلة في التجمعات،و المؤتمرات العالمية و الإفريقية والعربية، وتبصير وتوعية المستفيدين والمستثمرين وتقديم الاستشارات في مجال الإنترنت، وتنفيذ المعارض الدورية المتخصصة في استخدامات الإنترنت المختلفة،و تشجيع و دعم وتوثيق رسائل البحوث أو مشاريع التخرج في مجال الشبكات والإنترنت، وتخصيص مسابقة سنوية للمواقع السودانية واستخدام تطبيقات الإنترنت ورعاية المبدعين والمتفوقين، والاستفادة القصوى من كل وسائل الإعلام المتاحة من بث الوعي ونشر ثقافة واستخدامات الإنترنت.
مقاهي الإنترنت:
وانتشرت في السودان خدمات مقاهي الإنترنت، خاصة بالعاصمة السودانية الخرطوم، يرصد بعض المتابعين لهذا الشأن فى هذه المقاهي أن أغلب الرواد من الشباب حيث تبلغ نسبة الطلاب ما يقرب من 30% من رواد المقاهي، بينما تتوزع النسبة الباقية بين الشرائح المختلفة،  وترصد المصادرنفسها أن أغراض زوار مقاهى الإنترنت تترواح بين الدراسة والترفية بنسبة 30% والبحوث 15% والبريد الالكترونى بنسبة 40% وتبلغ نسبة الفتيات من زوار مقاهى الإنترنت 40% وهى نسبة عالية مقارنة بالأوضاع في بلدان أخرى.